منذ الاعلان عن موعد مؤتمر
الاتحاد العام التونسي للشغل وظهور خطين متوازيين يقودهما كل من الامين العام
المساعد نور الدين الطبوبي والامين العام المساعد قاسم عفية انطلق الامين العام
حسين العباسي في رحلة البحث عن أوسع توافق ممكن على اثر تعدد الترشحات لمؤتمر
المنظمة الشغيلة وذلك من خلال الاجتماعات اليومية بممثلي الهياكل النقابية من
جامعات ونقابات عامة وكتاب عامين للاتحادات الجهوية حيث استقبل امس العباسي
الجامعة العامة للنفط ممثلة في كاتبها العام حفناوي الحسناوي وأيضا فوزي الشيباني
مرشح الجامعة والذي حصل في مؤتمر طبرقة على المرتبة 15 وذلك بعد جمعه 161 صوتا..
كما تحادث حسين العباسي مع كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت البشير
السحباني.. تماما مثلما كانت للأمين العام لقاءات مع محمد علي البوغذيري كاتب عام
الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس باعتباره ايضا مترشحا فضلا عن ملاقاة عديد الوجوه
النقابية الاخرى بمن في ذلك الامين العام المساعد قاسم عفية الذي يعمل على تقديم
قائمة منافسة لقائمة التوافق..
اللقاءات كلها استشارات واسعة
حول القائمة الوفاقية والاسماء الممكن اضافتها وكذلك طرح امكانية التعديل في
القائمة المذكورة بعدان قدم الامين العام المساعد نور الدين الطبوبي بعض التنازلات
حول الاسماء الممكن اضافتها لأن أجواء "النهضة" خيمت على الترشحات وعلى
اهداف المؤتمر وهناك أسماء وجهت اليها سهام النقد ثم الرفض..
والمؤكد أن حسين العباسي يرفض
مغادرة بطحاء محمد علي تاركا الاجواء مشحونة وفي نفس الوقت مصر على ايجاد أوسع
توافق ممكن من اجل ضمان الاستمرارية بعد الانتخابات للحفاظ على المكاسب التي حققها
الاتحاد بما يزيد من اضفاء النجاعة عليها مع الحفاظ على مبادئ الاتحاد في ظل
الضغوطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.. وأهم مبدإ هو ان
يبقى الاتحاد حاميا للثورة وفي نفس الوقت قوة اقتراح..
تنازلات الطبوبي.. وضبابية موقف
عفية
لقاءات حسين العباسي بالكتاب
العامين للنقابات والجامعات العامة والاتحادات الجهوية للشغل بمقر الاتحاد
المغاربي بدأت تؤتي أكلها من خلال الحديث عن تخلي نور الدين الطبوبي قائد القائمة
التوافقية عن بعض الاسماء التي كان ينوي اضافتها على غرار نعيمة الهمامي (استاذة
متقاعدة وعضو سابق بالنقابة العامة للتعليم الثانوي) وعثمان الجلولي كاتب عام
الجامعة العامة للصحة وصلاح السالمي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان
بالاضافة الى الطاهر البورباري كاتب عام الجامعة العامة للمعادن.. وخاصة هذا
الاخير الذي اصبح محسوبا على حركة النهضة وهو ما زاد النفور (في بدايةالحديث عن
الترشحات) من القائمة الوفاقية على اعتبار ان الامين العام المساعد قاسم عفية يرفض
الانضمام للقائمة الوفاقية التي تضع الامناء العامين المساعدين التسعة المترشحين
بسبب ما يروج على انتماء نور الدين الطبوبي للنهضة..
النهضة ولجان حماية الثورة
يخيمان على الاجواء
النهضة في مخيال النقابيين ذلك
الحزب الحاكم الذي حاول تهميش دور الاتحاد.. والذي نغص احياء ذكرى اغتيال ورمي
القمامة على مقرات المنظمة واحداث لجان حماية الثورة، والمنظمات الشغيلة
الموازية.. ومحاربة النقابيين ومقاضاة البعض.. اي ان العلاقة متوترة على الدوام..
كما ان النهضة لن تنسى دور الاتحاد في انهاء مهام "الترويكا" بعد اغتيال
الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.. مع العلم ان الاتحاد مزيج من الحساسيات
السياسية وفسيفساء لمختلف التيارات بالاضافة الى وجود عديد العناصر المنتمية
للنهضة في بعض الهياكل الصغرىوالوسطى للاتحاد، لكن وجود من يمثلها في المكتب
التنفيذي الوطني هو المعضلة بالنسبة الى ابناء بطحاء محمد علي.. وفي النهاية تم
اذابة الجليد في ما يتعلق بنور الدين الطبوبي الذي تبين للجميع من خلال ادائه
ومواقفه عدم انتمائه للنهضة.
الترشحات النسائية وصعوبة الحسم
مقابل كل ذلك اصبح من شبه المؤكد
عدم ضم الطاهر البرباري للقائمة التوافقية والتي تضم تسعة امناء عامين مساعدين،
والعاشر سيكون صلاح السالمي الذي زكاه الامين العام باعتباره قادما من الاتحاد
الجهوي للشغل بالقيروان الذي بدأ منه حسين العباسي نضاله النقابي الطويل، مع اضافة
امرأة سيقع التوافق حولها رغم كثرة الترشحات النسائية على غرار نعيمة الهمامي
ووسيلة العياشي من الاتحاد الجهوي ببن عروس وحبيبة السليني من قطاع الفلاحة وسامة
اللطيف من جامعة الصحة.. لينحصر الصراع اذن على مقعدين في القائمة التوافقية (في
حال تمسك قاسمعفية بتقديم قائمة منافسة) ولكن المترشحين لهذين المقعدين عديدون،
واسماء لها قيمتها واداؤها الجيد على غرار عثمان الجلولي والحبيب الحزامي كاتب عام
جامعة النسيج والذي ترشح لانتخابات المكتب التنفيذي وكذلك لجنة النظام والمراقبة
المالية والحبيب جرجير الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل والصغير
الميراوي كاتب الاتحاد الجهوي بقفصة ومنعم عميرة كاتب عام جامعة التجهيز، الذي حصل
في مؤتمر طبرقة على المرتبة 14 بعد جمعه 180 صوتا.. وخالد العبيدي كاتب عام
الاتحاد الجهوي بجندوبة وعبد الله العش كاتب عام الاتحاد الجهوي بالمهدية.. واخرون
عديدون من النقابيين المستقلين والذين يعتبرون كلهم مؤهلين للالتحاق بالقائمة
الوفاقية، لكن الصندوق سيحكم في النهاية.
عبد الوهاب الحاج علي
هذا ما تعاهدت عليه قائمة
الامناء العامين التسعة
بات من المؤكد أن المؤتمر عدد 23
للاتحاد العام التونسي للشغل سيواصل على نفس توجهات مؤتمر طبرقة فعند الحديث عن
القائمة الوفاقية التي تضم تسعة أمناء عامين مساعدين قد تعاهدت على الحفاظ على
توجهات مؤتمر ديسمبر 2011 لأن المكتب التنفيذي المتخلي قد جاء بعد انتخابات أكتوبر
2011 التي رجحت كفة المحافظين ـ على حد تعبير حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد
المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية ـ وبعد نتائج المجلس التأسيسي، حيث كان خيار
المكتب التنفيذي المنبثق عن مؤتمر طبرقة أن يكون قوة تقدمية لها توجه ديمقراطي
وطني تقدمي اجتماعي..
وفي لقاء خاطف مع حفيظ حفيظ، صرح
الأمين العام المساعد حول محاولات الصاق مسألة انتماء نور الدين الطبوبي للنهضة
لـالصباح قائلا .. ليعلم الجميع أن الأمناء العامين التسعة تعاهدوا على أن يكونوا
أوفياء لتوجهات مؤتمر طبرقة.. هو تعهد جماعي ودون استثناء وبالتالي لا خوف على
المنظمة ولا أيضا على ثقة نواب المؤتمر، فإن تحيد القائمة عن تلك التوجهات
التقديمة ولا يمكن لها في كل الحالات أن تضم أي عنصر مخالف للتوجهات الديمقراطية..
وشخصيا أرى أن الطبوبي الشخص المناسب وقد خبرناه خلال كل مراحل الجمر وتأكد لدينا
أنه مناضل نقابي مستقل وديمقراطي...
وتنفي جل الأطراف وجود أي انتماء
للمترشحين مخالف للتوجهات الديمقراطية حتى أن حفيظ حفيظ أردف قائلا الوضع العام لا
يحتمل أي أمين عام للمنظمة الشغيلة له لون سياسي.
ومن خلال ما يؤكده النقابيون
وخاصة القائمة الوفاقية فإن التوجه العام هو الحفاظ على دور الاتحاد كأداة تعديل
فبعدما سموه بزلزال انتخابات 2011، كان زلزال مؤتمر طبرقة نقابيا والذي استخرج
مكتبا تنفيذيا تمسك بمدنية البلاد وخاض كل المعارك من أجل التعديل كقوة تقدمية
ديمقراطية
0 commentaires:
إرسال تعليق